محاكمة طبيب التعذيب: العدالة لضحايا سوريا في فرانكفورت!
محاكمة طبيب تعذيب سوري في فرانكفورت أم ماين في 14 يونيو/حزيران 2025، تلقي الضوء على كيفية معالجة جرائم الحرب السورية.

محاكمة طبيب التعذيب: العدالة لضحايا سوريا في فرانكفورت!
يتعلق الأمر بالعدالة. تبدأ عملية في فرانكفورت أم ماين تجعل الكثير من الناس حول العالم يجلسون وينتبهون. التهمة: تعذيب. والمتهم طبيب سابق في النظام السوري ويحمل مسؤولية معاناة الكثير من الأشخاص. هذه المحاكمة هي نتيجة سنوات من الجهود التي بذلها المحققون الدوليون ومنظمات حقوق الإنسان التي كشفت عن الفظائع في سوريا. إن المحاكمة ليس لها أهمية قانونية فحسب، بل رمزية أيضًا بالنسبة للضحايا وأسرهم مرآة ذكرت.
ارتكب النظام السوري بقيادة بشار الأسد عددًا لا يحصى من انتهاكات حقوق الإنسان منذ بدء الحرب الأهلية في عام 2011. وأسفرت الانتفاضة المناهضة للحكومة التي بدأت في مارس/آذار 2011 عن صراع دموي استمر حتى نهاية عام 2024. ووصفت هيومن رايتس ووتش القمع الوحشي للاحتجاجات السلمية بأنه "جريمة ضد الإنسانية". وقد أكدت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة هذا التقييم، والتي قدمت في أكتوبر/تشرين الأول 2011 أول دليل على الجرائم المدمرة التي ارتكبتها قوات أمن الدولة في سوريا، مثل الوكالة الفيدرالية للتربية المدنية يصف.
الطريق إلى العدالة
العملية في فرانكفورت ليست مجرد إشارة وطنية، بل هي إشارة دولية. والطبيب في قفص الاتهام متهم بتنفيذ عمليات تعذيب ممنهجة أثناء عمله في سوريا. وقد تكون هذه خطوة أولى في محاكمة أكبر ضد جرائم نظام الأسد. إن مثل هذه الإجراءات ليست جديدة؛ في وقت مبكر من عام 2015، كانت هناك محاولات المحاكمة الأولى في أوروبا، والتي بدأت بسبب الفظائع في سوريا.
تعتمد الخيارات القانونية في ألمانيا على مبدأ الولاية القضائية العالمية، الذي يسمح للدول بمحاكمة الجرائم ضد القانون الدولي بغض النظر عن مسرح الجريمة. وهذا يعني أنه حتى لو تم ارتكاب جريمة خارج ألمانيا، فيمكن لسلطات إنفاذ القانون الألمانية اتخاذ الإجراءات اللازمة. ومن الأمثلة الأخيرة على ذلك محاكمة أنور رسلان، الذي حُكم عليه بالسجن المؤبد، وهو ما يُنظر إليه على أنه تقدم تاريخي في العملية القانونية.
بصيص أمل للضحايا
بالنسبة للعديد من الضحايا والناجين من الصراع السوري، تمثل هذه العملية الأمل. إنها علامة على أن العدالة ممكنة. وتهدف المحاكمة أيضًا إلى تسليط الضوء على فقر ويأس الأشخاص المتضررين من فظائع النظام. قام العديد من الناجين وأقارب الضحايا من سوريا بتنظيم أنفسهم بأفضل ما يمكنهم للنضال من أجل حقوقهم والمطالبة بالعدالة.
بالتوازي، هناك نقاشات حول المسؤولية عن الجرائم التي تشهدها سوريا منذ أكثر من عقد من الزمن. وقد قامت المنظمات غير الحكومية بجمع كميات كبيرة من الأدلة، بما في ذلك صور “القيصر” سيئة السمعة، التي توثق التعذيب المنهجي. يعد توثيق هذه الجرائم ومحاكمتها أمرًا بالغ الأهمية لإعطاء الضحايا صوتًا ودعم المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
يمكن أن تكون المحاكمة في فرانكفورت بداية حقبة جديدة للعدالة الدولية في سياق الصراع السوري. ويبقى أن نأمل أن يوفر ذلك زخماً حاسماً لكل من الضحايا والمجتمع المدني السوري بأكمله للتصالح مع الوضع وضمان المساءلة في المستقبل. وأخيرا، يعد البحث عن الحقيقة والعدالة أحد أهم التحديات في هذا الوقت، وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين عانوا في ظل النظام. العلامات تشير إلى التغيير