محاكمة طبيب التعذيب علاء م.: النطق بالحكم في جرائم حقوق الإنسان يقترب
محاكمة الطبيب السوري علاء م. في فرانكفورت: من المتوقع صدور الحكم في جرائم ضد الإنسانية في 16 يونيو 2025.

محاكمة طبيب التعذيب علاء م.: النطق بالحكم في جرائم حقوق الإنسان يقترب
في ظل محاكمة طبيب التعذيب المزعوم علاء م. في فرانكفورت أم ماين، والتي من المتوقع أن يصدر فيها حكم يوم الاثنين 16 حزيران/يونيو 2025، الساعة 10:30 صباحًا، أصبح وضع ضحايا النظام السوري موضع التركيز. بدأت المحاكمة في يناير/كانون الثاني 2022، وتمثل خطوة مهمة في التحقيق القانوني في الجرائم ضد الإنسانية. ويقال إن علاء م، الذي يواجه اتهامات بالتعذيب والقتل العمد للسجناء في سن الأربعين، ارتكب أخطر انتهاكات حقوق الإنسان في حمص بين عامي 2011 و2012، كما ذكرت الشركة اليوم.
وفي الإجراءات الحالية، يطالب مكتب المدعي العام الاتحادي بالحكم عليه بالسجن مدى الحياة ثم الحبس الوقائي. ومن ناحية أخرى، يرى الدفاع أن البراءة لها ما يبررها. وترتبط هذه المحاكمة بشكل مباشر بقضية مماثلة، حُكم فيها على ضابط سابق في المخابرات السورية بالسجن المؤبد. تلقى أحد المتهمين أربع سنوات ونصف بتهمة المساعدة والتحريض.
خلفية الجرائم في سوريا
الجرائم التي يُتهم بها علاء م. هي جزء من نظام تصفه منظمة العفو الدولية بأنه منتشر في سوريا. وبحسب تقرير منظمة العفو الدولية 2021، وقع عشرات الآلاف من الأشخاص ضحايا الاختفاء القسري في عام 2021 وحده. وبالإضافة إلى المواطنين العاديين، يشمل المتضررون الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين السياسيين الذين تحدثوا ضد الحكومة. وكثيراً ما احتُجز هؤلاء الأفراد لسنوات دون تهمة وتعرضوا للتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة الخطيرة أثناء احتجازهم.
ومن المعروف أيضًا أن قوات الأمن السورية تنفذ اعتقالات تعسفية واضطهاد المعارضين السياسيين. وفي الفترة بين يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان 2021، تم اعتقال مئات الأشخاص بحجة انتقاد الحكومة. وفي كثير من الحالات، تكون لهذه الممارسة عواقب مأساوية: فاللاجئون الذين فروا إلى تركيا وعادوا لاحقًا إلى سوريا تعرضوا في كثير من الأحيان للاحتجاز التعسفي وعانوا من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان أثناء الاحتجاز، بما في ذلك التعذيب والاغتصاب.
العواقب بالنسبة للضحايا
بالنسبة للعديد من الضحايا وأقاربهم الذين عانوا في ظل النظام في سوريا في السنوات الأخيرة، فإن المحاكمة في فرانكفورت هي أكثر من مجرد نزاع قانوني. وله معنى رمزي ويمكن أن يكون نموذجا في المستقبل لمسؤولية الجلادين والمجرمين ضد الإنسانية. ويأمل الكثيرون أن تؤدي معالجة هذه الجرائم إلى تحقيق العدالة للمتضررين وضمان ألا تمر مثل هذه الأفعال القاسية دون عقاب.
نظرة أخيرة على ما يحدث في سوريا تظهر مدى أهمية مثل هذه العمليات. ومما يثير القلق بشكل خاص التقارير المتعلقة بمعاملة اللاجئين في المخيمات، حيث يضطرون في بعض الأحيان إلى العيش في ظروف كارثية دون الحصول على الحقوق الأساسية والرعاية الطبية. ووفقا لمنظمة العفو الدولية، تعيش النساء والأطفال على وجه الخصوص في ظل قيود شديدة يمكن أن يكون لها عواقب صحية ونفسية.
وبالتالي فإن محاكمة علاء م. يمكن أن تمثل نقطة تحول في النضال من أجل العدالة للعديد من الذين عانوا من أهوال النظام السوري. المستقبل وحده هو الذي سيظهر ما إذا كانت الصدمة التي سببتها هذه القضية سيكون لها عواقب بعيدة المدى على المسؤولين عنها، وما إذا كانت ستكون هناك إعادة تفكير في كيفية تعاملنا مع مثل هذه الجرائم على المستوى الدولي.